خلال شهر مايو تعيش شبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام المصرية على وقع أحداث مسلسل عنيف بدأ بالسرقة وتطور، بصورة درامية، حتى وفاة شخص بالرصاص منتحرا، وفق الرواية السائدة، ومقتولا وفق أفراد من عائلته.
هي حادثة غيرت مصير عائلة «الدجوي» إذ كان هذه الحادثة بداية لانهيار بيت كانت أركانه تبدو صلبة.
الحلقة الأولى: ليلة السرقة الكبرى
في فيلا فاخرة تمتد على مساحة كبيرة، تابعة للدكتورة نوال الدجوي، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، تسلل مجهولون داخل أسوار العائلة، وسرقوا ما لا يتخيله عقل.
50 مليون جنيه مصري، 3 ملايين دولار أمريكي، 350 ألف جنيه إسترليني، و15 كيلوجراماً من الذهب... حملها اللصوص في حقائب كبيرة، صعدوا بها إلى سيارة كانت بانتظارهم خارج الفيلا، كما أظهرت كاميرات المراقبة لاحقاً.
لكن الصدمة لم تكن فقط في حجم المسروقات، بل في أن الشكوك لم تتجه إلى غرباء، خرجت الدكتورة نوال لتتهم حفيديها من ابنها الراحل شريف: أحمد وعمرو، وسط صراع خفي.
الحلقة الثانية: قتل أم انتحار
مرت أيام قليلة، وفي صباح 25 مايو، دوّى خبر صادم: أحمد الدجوي وُجد ميتاً بطلق ناري في رأسه داخل شقته بمدينة 6 أكتوبر.
قالوا إنه أطلق النار على نفسه بمسدس مرخّص، بينما تقرير أمني يتحدث عن مرض نفسي مزمن، ورحلة علاجية عاد منها لتوه، لكن هذا لم يقنع الجميع.
أخوه عمرو خرج عن صمته وكتب: "لا عزاء" لم تُفتح أبواب العائلة لاستقبال المُعزّين، في إشارة: إننا لا نعزي حتى يتحقق القصاص.
محامي العائلة تحدّث، نافياً كل ما قيل عن مرض نفسي أو اكتئاب، وقال إن أحمد كان يسعى للصلح، وإن هناك من لم يرد له أن يعود.
الحلقة الثالثة: جنازة بلا جدة
جنازة أحمد لم تكن جنازة عادية، بل مسرحاً مفتوحاً للدهشة والأسئلة. لم تحضر الجدة نوال، غابت الحفيدتان إنجي وماهيتاب أيضًا، لا أحد يعلم ما الذي يحدث!
قيل إن نوال ليست مريضة، قبل أيام كانت تتفاعل في عرض أزياء بالجامعة، تضحك وتصافح وتخطب، لماذا تغيّبت اليوم؟
قالوا إن الخلافات وصلت ذروتها، وأن مشهد الموت كان أقسى من أن يُحتمل، لكن الطلاب لم يسكتوا، عشرات منهم وقفوا داخل الجامعة، يرفعون لافتات تتهم حفيدتي نوال بأنهما السبب في موت ابن خالهما.
الحلقة الرابعة: الجدة في كامل وعيها!
لا تزال سحابة الغموض ثقيلة، فالتقرير الطبي أُجري لنوال الدجوي بطلب من حفيدها عمرو، يقول إنها بكامل وعيها، قادرة على التركيز، على التذكّر، على اتخاذ القرار لكنها تسير ببطء.
الطلب الذي تقدم به حفيدها كان للحجر عليها، زعم أنها مصابة بالزهايمر، وأنها لم تعد مؤهلة لإدارة أموالها.
لكن التقرير يكذّب ذلك. ونوال تقول أمام النيابة: "أنا أُتهم لأني تقدمت في العمر؟ أنا بخير، لكنهم يريدون الاستيلاء على مالي".
والمال هنا ليس قليلاً. الأمر يتجاوز المليارين من الجنيهات. وجامعة كبرى. وشركات. وأراضٍ. ومنازل. وصناديق استثمار.
الحلقةالخامسة: نوال تخسر نصف أسهمها
الجدة لم تكن تعرف أنها خسرت أكثر من نصف حصتها في شركتها التعليمية، إلا حين جاءها إخطار رسمي من البورصة.
نُقلت الأسهم إلى حفيدها الراحل أحمد، ومحامٍ اسمه إيهاب كان في يوم من الأيام موضع ثقتها. قالت إن التوقيعات زُوّرت، وإن الصفقة تمت في الخفاء، دون علمها.
تقدّمت بشكاوى رسمية. بدأت المعارك القانونية. شركة السمسرة أُحيلت للتحقيق. لكنها كانت قد خُدعت بالفعل.
وفي ذلك الوقت، كانت قد بدأ الشروخ في بيت العائلة. أحمد وعمرو اتهما ابنتي خالتهما إنجي وماهيتاب بالاستيلاء على ثروتها، مدعين أنهما استغلتا حالتها النفسية لتُنقل إليهما أملاك وشيكات.
وردّت الفتاتان بدورهما، بالدفاع، بالبكاء، وربما بالصمت.
الصراع الخفي
هذا المسلسل كان قد بدأ، عمليا، قبل عملية السرقة، التي أثارت الضجة، بسبب حجم المسروقات، ذلك إن الدكتورة نوال الدجوي فقدت ابنها شريف الدجوي الذي توفي عام 2015، قبل أن تفقد ابنتها منى الدجوي عام 2025.