![]() |
علي جمعة |
قال الدكتور علي جمعة، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السلام الاجتماعي أحد الركائز الأساسية في الشريعة الإسلامية، مؤكداً أن الإسلام لا يتحقق إلا في ظل العدل والتسامح ونبذ الظلم.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن من أولى المبادئ التي يقوم عليها السلام الاجتماعي هو رفض الظلم والاعتداء على الآخرين، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية الكريمة التي تحذر من الظلم وتؤكد كراهية الله تعالى له، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية التي تؤصل لمبدأ العدل. وقال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"، في إشارة إلى خطورة الظلم وآثاره في الدنيا والآخرة.
تتبع عورات الناس جريمة تهدد نسيج المجتمع
كما أشار إلى أن من وسائل تحقيق السلام الاجتماعي عدم تتبع عورات الناس، مؤكداً أن ذلك من أعظم الجرائم التي تهدد نسيج المجتمع وتزرع الشقاق بين أفراده. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف رحله»، مشيراً إلى أن هذا التحذير النبوي يهدف لترسيخ ثقافة الستر والاحترام المتبادل.
وتطرق جمعة إلى أهمية الأمن الاجتماعي باعتباره الصورة الأسمى للسلام، مذكراً بحديث النبي: «خيركم من يُرجى خيره ويؤمن شره»، مشيراً إلى أن خير الناس من ينشر الطمأنينة بين أفراد المجتمع ويبتعد عن إيذائهم.
الإسلام لم يكتفِ بالدعوة لإفشاء السلام
وأكد أن الإسلام لم يكتفِ بالدعوة لإفشاء السلام، بل وضع منظومة متكاملة من السلوكيات تجاه الجار، سواء كان مسلماً أو غير مسلم، قريـباً أو بعيداً، غنياً أو فقيراً، مشيراً إلى أن هذه العلاقة تقوم على الاحترام، والستر، والمشاركة الوجدانية، وعدم الإيذاء، كما نقل عن الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين".
شدد الدكتور علي جمعة على أن ترسيخ قيم العدل، وحسن الجوار، واحترام الخصوصية، هي طريق المسلمين إلى تحقيق السلام الحقيقي في مجتمعاتهم، داعياً الجميع إلى تبني هذه المبادئ النبوية الأصيلة لتأمين مستقبل الأمة واستقرارها.